سيدة تنجح في مشروع بيع المأكولات الخفيفة وتحوّله إلى مصدر دخل ثابت

سيدة تنجح في مشروع بيع المأكولات الخفيفة وتحوّله إلى مصدر دخل ثابت

في زاوية بسيطة من أحد أحياء المدينة، وتحديدًا في كشك صغير صممته بيديها، بدأت "أم نورة" قصة نجاح جميلة في مشروع بيع المأكولات الخفيفة. لم تكن البداية سهلة، لكن بالإصرار وحب الطبخ، استطاعت أن تحوّل فكرتها الصغيرة إلى عمل مربح يحظى بسمعة طيبة في الحي وخارجه.

قصة أم نورة تلهم الكثير من السيدات الراغبات في بدء مشروع من المنزل أو من مساحة محدودة بإمكانات بسيطة، لكنها محمولة على الشغف والطموح.

البداية من الصفر: الفكرة وولادتها

كانت أم نورة، وهي سيدة أربعينية تقيم في أحد أحياء الخليج، محبة للطبخ منذ صغرها، وكانت دائمًا تسمع من صديقاتها وجاراتها عبارات مثل: "أكلك يجنن!"، و"لو تفتحين مشروع، الكل بيشتري منك!"

لكنها كانت مترددة، تخاف من التكاليف، ومن ردود الفعل، ومن أن تتحمّل مسؤولية كاملة. في يوم من الأيام، شاركت بطبق صغير من "سمبوسة الجبنة" في تجمع نسائي بسيط، وانهالت عليها الطلبات في اليوم التالي. كان هذا الحدث البسيط هو الدفعة الأولى نحو الانطلاق.

أول خطوة رسمية: البيع من المنزل

قررت أم نورة أن تبدأ بأبسط ما يمكن. جهّزت قائمة تضم 6 أصناف من المأكولات الخفيفة التي تجيد تحضيرها، مثل:

  • سمبوسة بأشكال مختلفة
  • لفائف الجبن والزعتر
  • البطاطا المقرمشة بصلصات منزلية
  • خبز صغير محشو
  • سلطات خفيفة
  • لقيمات بالعسل

بدأت بالإعلان عبر الواتساب، وطلبت من صديقاتها أن ينشرن القائمة في جروبات الحي، وكانت المفاجأة أنها استقبلت أول 12 طلبًا في اليوم الأول.

التحديات لم تتأخر

مع تزايد الطلبات، بدأت أم نورة تواجه تحديات حقيقية، مثل:

  • الحاجة إلى تنظيم الوقت بين التحضير والتوصيل
  • عدم توفر مساعدات في المطبخ
  • صعوبة ضبط الكميات والتكاليف
  • ارتفاع أسعار بعض المكونات

لكنها تعاملت مع كل تحدٍ بهدوء، وبدأت بتسجيل المصروفات والواردات بدفتر بسيط، واستعانت بابنتها الكبرى في تغليف الطلبات، وطلبت من ابنها الصغير توصيلها داخل الحي.

التوسع خطوة بخطوة

بعد ثلاثة أشهر، زادت شهرة أم نورة، خصوصًا بعدما بدأت تعرض أطباقها على إنستقرام بصور جميلة وإضاءة مرتبة. أصبحت الطلبات تصل من أحياء مجاورة، وبعض الزبائن طلبوا منها تلبية مناسبات صغيرة (عزائم، لقاءات، حفلات أطفال).

بدأت تفكر في التوسع بشكل أكثر احترافية:

  • جهزت ركنًا خاصًا في فناء المنزل للعمل
  • اشترت أدوات إضافية لتحسين السرعة والجودة
  • استعانت بفتاة لمساعدتها بدوام جزئي
  • بدأت تدرس فكرة الحصول على ترخيص منزلي رسمي من البلدية

سر نجاحها؟ الجودة والبساطة

ما ميّز مشروع أم نورة، حسب زبائنها، هو أمران:

  1. الجودة العالية: كانت تستخدم مكونات طازجة وتطهّي الطلب وقت التسليم.
  2. اللمسة الشخصية: تغليف مرتب، بطاقات شكر بخط يدها، ورد بسيط مرفق مع كل طلب.
"الناس ما تبغى أكل كثير، تبغى أكل خفيف ونظيف ومحبوب من القلب."

التسويق: الواتساب أولًا ثم إنستقرام

اعتمدت في البداية على العلاقات الشخصية والواتساب، لكن سرعان ما أدركت أن التسويق الرقمي مهم. فتحت حساب إنستقرام وبدأت بتنزيل صور، مقاطع بسيطة لطريقة التحضير، تقييمات الزبائن، وحتى بعض العروض مثل:

  • اطلب صنفين والثالث مجانًا
  • توصيل مجاني نهاية الأسبوع
  • أطباق خاصة لشهر رمضان

هذا النشاط جعلها تظهر في نتائج البحث المحلية بسرعة، خصوصًا بعدما استفادت من مقالات تعليمية مثل الموجودة في مدونة Turaz لتتعلم أساسيات التسويق والمحتوى.

العوائد والأرباح

في البداية، كانت الأرباح بسيطة، لكنها بعد 6 أشهر بدأت تغطي كامل التكاليف، وتحقق دخلًا شهريًا ثابتًا يُعادل راتب موظفة بدوام جزئي. وبعد مرور سنة، أصبحت أرباحها تتجاوز التوقعات، وبدأت تضع خطة لتحويل المشروع إلى علامة تجارية منزلية.

دروس من قصة أم نورة

قصة أم نورة تقدم دروسًا مهمة لأي شخص يرغب ببدء مشروع منزلي:

  1. ابدأ بما تحب – الشغف هو الوقود الأساسي
  2. لا تنتظر المثالية – انطلق بالإمكانات المتوفرة
  3. تعلّم باستمرار – من خلال الإنترنت أو تجارب الآخرين
  4. ركّز على العميل – الاهتمام بالتفاصيل يبني الولاء
  5. اعمل على التسويق الذكي – وجودك الرقمي مهم حتى لو كنت تبيع في الحي فقط

مستقبل المشروع

اليوم، تحلم أم نورة بامتلاك كشك ثابت في أحد الأسواق الشعبية أو المراكز التجارية، وتعمل على تطوير شعار خاص بها، مع التغليف بطابع محلي مميز.

كما تخطط لإطلاق قناة يوتيوب بسيطة تشارك فيها وصفاتها وتجربتها في البيع من المنزل، لتلهم سيدات أخريات في الخليج والعالم العربي.


مشروع أم نورة لم يكن بحاجة لرأسمال كبير، ولا شهادات معقدة، بل احتاج فقط إلى شغف، وإرادة، وقليل من الذكاء في التعامل مع السوق. فكرة صغيرة تحوّلت إلى مصدر دخل، وتحوّلت المطبخ من مكان يومي إلى مشروع تجاري ناجح.

إذا كنت تفكر في بدء مشروعك، خذ من هذه القصة دافعًا، وتذكّر أن البداية لا تحتاج أكثر من خطوة جريئة، والكثير من الثقة.

📌 وتقدر تطلع على أفكار مشاريع شبيهة، ونصائح عملية في مدونة Turaz المتخصصة في دعم المشاريع الصغيرة ورواد الأعمال في الوطن العربي.

تعليقات

📌 يهمك أيضًا